Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » البرامج » الصحة النفسية » تثقيف نفسي

هل تملك الخيار؟


            إعداد: مدير عام الهيئة الصحية الإسلامية
المهندس عباس حب الله
يقولون إنّ الحياة هي مجموعة خيارات:
- ما هي دراستك الأكاديمية؟ .
- من هم أصدقاؤك؟ .
- ما خيارك بالنسبة لنوع عملك ومهنتك في الحياة؟ .
- هل أنت مؤمن؟ .
- هل ستحب نفسك؟ .
- ما الذي تريد فعله اليوم؟ .
ولكن هناك خيار هو الأهم في الحياة: ما ستكون عليه غداً؟.
هل فعلاً أنت تملك الخيار في القرارات التي اتخذتها وتتخذها وستتخذها؟.
هل فعلاً الخيار هو لك ؟.
ولماذا أنت حيث أنت؟.
•    السيناريوهات الخمس:
     دعنا تقول بأنك موظف في مؤسسة (ينطبق نفس الأمر على تلميذ في مدرسة أو ما شابه)، فما هي خياراتك على صعيد العمل؟
1.    السيناريو الأول:
     أنت تشعر بأنك لا تُعامَل بعدل ، وتشعر بأنّ هناك الكثير من السياسات السيئة معمولاً بها في المؤسسة من قبيل المحسوبية، والمحاباة، والغيبة، وربما الطعن بالظهر والكلام بلسانين وما سواه، وربما أيضاً نظام الرواتب ليس عادلاً، وراتبك بالتحديد لا يتناسب مع الجهود التي تبذلها.
ماذا سيكون خيارك؟.
2.    السيناريو الثاني:
     لنقل إنك تُعامَل بعدل من حيث الراتب بالتناسب مع زملائك، لكن لا تُعامل بلطف، أي أنك لا تُعامل بالاحترام المفترض، وتختلف معاملة مديرك لك من وقت إلى آخر بحسب مزاجه، فتارة تكون المعاملة جيدة وأخرى تكون سلبية، ربما يشعرك دائماً أنه غير راضٍ عن عملك أو أنه لا ثقة له بك أو بعملك.
3.    السيناريو الثالث:
لنقل إنك تقبض راتباً عادلاً وتُعامَل بلطف واحترام، ولكن لا تشعر بأنّ رأيك ذو أهمية، أو تشعر بأنّه لا يُطلب رأيك في أمور من اختصاصك، أو تعتقد بأنك ضليع فيها إلى حد ما، بل غالباً ما يُقدم إليك الرأي من قبل الآخرين، بعبارة أخرى لا تشعر بأنّ هناك تقديراً لعقلك.
ماذا سيكون خيارك؟.
4.    السيناريو الرابع:
     لنقل الآن إنك تقبض راتباً عادلاً، وتُعامل بلطف واحترام وتشارك بابتكاراتك وآرائك المهنية بشكل جيد، ولكن يُطلب منك أن تحفر حفرة ثم تُعيد ردمها، أو أن تُعدَّ تقارير لا أحد يراها أو يستخدمها، أو أن معظم الأمور التي تقوم بها لا تصل إلى نتائج واضحة أو معبرة، أو أنها دون مستواك المهني والإداري بكثير وتعتبرها مضيعة للوقت، وبعبارة أخرى إنّ عملك لا يحمل أي معنى أو قيمة معتبرة.
     ماذا سيكون خيارك؟.
5.    السيناريو الخامس:
لنقل الآن إنك تقبض راتباً عادلاًً وتُعامَل بلطف واحترام، وتشارك بابتكاراتك وآرائك في عمل له معنى وقيمة معتبرة، لكن هناك الكثير من الكذب والغش مع الزبائن والمرضى والموردّين والموظفين الآخرين.
     ماذا سيكون خيارك؟.
 معظم الناس يقررون بشكل واعٍ أو غير واع كم سيعطون من أنفسهم لعملهم اعتماداً على الطريقة التي يعاملون بها، ولكن قلة هم من يقررون بشكل واعٍ كم سيعطون من أنفسهم لعملهم ومجتمعهم اعتماداً على الخيارات الخلاَّقة الواعية التي تنبع من داخلهم مبنيّة على إيمانهم ومبادئهم وقيمهم، وليس اعتماداً على الطريقة التي يُعاملَون بها وإن تم أخذها بالحسبان.
•    خيارات المبادرة والاستجابة:
    لذا قد تأتي استجاباتك وفق مروحة تصاعدية من الخيارات الآتية:
1)     خيار التمرد أو ترك العمل.
أنت أخذت قراراً واعياً أو غير واعٍ بالتمرد على القرارات في المؤسسة بطريقة أو بأخرى.
     كما أنك في حالة تشبه المستعدَّ لترك العمل عند أية فرصة بالحد الأدنى قد تسنح لك، قد تتذمر من كل شيء وتقوم بإحباط الجميع والتقليل من شأن إنجازاتهم وأعمالهم، وتصب جام غضبك من وقت لآخر على المؤسسة وإدارتها والعاملين، كما أنك قد تشاكس في الاجتماعات واللقاءات وتهزأ من كل القرارات، كما أنك تهتم لكل معلومة عن فرصة عمل معقولة خارج المؤسسة.

   الدافع والمحرك لهذا الخيار: الغضب.
   مستوى المبادرة الإيجابية لديك: منعدمة.
2)- خيار الطاعة الحاقدة:
    سواء أكان واعياً أم لم يكن كذلك، لقد أخذت قراراً بالانكفاء القسري؛ ربما لأنّ لا فرص عمل لديك خارج المؤسسة وتخاف أن يتم الاستغناء عن خدماتك.. أنت تقوم بالعمل المطلوب، ولكنك تتمنى فشله، ربما لا تريد أن يستفيد المسؤول أو تستفيد الإدارة من عملك، قد لا تُظهر المشاكسة والتَّمرُّد العلني ، ولكنك تعمل جاهداً خلف الكواليس وداخل الغرف لإحباط الآخرين وحثهم على التحرر والمشاكسة، وتقليب الوضع على الإدارة والمسؤولين بالحد الذي لا يضعك في الواجهة.
الدافع والمحرك لهذا الخيار: الخوف
    مستوى المبادرة الإيجابية لديك: تنتظر حتى يتم إخبارك بما ينبغي فعله.

3) خيار المطاوعة عن طيب خاطر:
        ربما يكون سبب أخذك لهذا القرار (بشكل واعٍ أو غير واعٍ)، يكمن في أنك ألفت بيئة العمل وزملاءك، إضافة إلى الاحترام والتقدير من قبل المدير، أو الصداقة التي تجمعكما، ربما يريحك نمط العمل والتقدير ، حيث يتم مكافأتك من وقت لآخر على أعمال أو نشاطات تقوم بها، وقد تكون المكافأة مادية أو معنوية مما يشعرك الارتياح، ويدفعك إلى إظهار الرضى والالتزام بالقرارات الإدارية، والتجاوب مع أية دعوة لنشاط إضافي أو تطوير وتحديث تقره الإدارة أو مسؤوليك. غالباً ما يحركك التقدير المادي أو المعنوي من محيطك.
 الدافع والمحرك لهذا الخيار: المكافأة مادية كانت أو معنوية
            مستوى المبادرة الإيجابية لديك: تسأل ما الذي ينبغي أن تقوم به أو ربما تقدم الاقتراحات.

4) خيار التعاون بسرور:
    لنقل إننا بدأنا مستوى من الخيارات يغلب عليها طابع الخيار الواعي أكثر من غير الواعي، أنت تشعر أنك في عمل يفرض عليك واجبك الديني أو الأخلاقي أو قِيَمُك بأن تقوم به وتنجزه بتوجه وقبول عالي ، بهذا تلجأ الى التعاون مع الإدارة والزملاء وغيرهم بسرور واطمئنان ودافعية معتبرة. ربما لا يعجبك الكثير من القرارات أو التفاصيل الجارية، أو ربما هناك بعض أنواع التعاملات معك تضايقك، ولكنك بالإجمال ترى أنّ واجبك على أي صعيد كان يفرض عليك التعاون وبسرور.

  الدافع المحرك لهذا الخيار: الواجب.
  مستوى المبادرة الإيجابية لديك: تخبر مسؤولك بما تنوي أن تفعله لأخذ الموافقة.

5) خيار الإلتزام الصادق:
    هذا الخيار الواعي نابع من الحب بشكل أساس، فأنت مقتنع جداً بعملك، وهو يحرك فيك طموحك ومواهبك، ويلبي احتياجاتك للمساهمة في مسيرة مجتمعك ، كما أنك منسجم إلى حد كبير مع البيئة المحيطة حيث تدفعك إلى حب عملك وإدارتك والعاملين والناس.
    طبعاً لقد عملت كثيراً للوصول إلى هذا المستوى من الحب ومن الالتزام الصادق كما انه يمكن ان تكون أهدافك في الحياة مندمجة مع أهداف مؤسستك وأهداف مجتمعك وبشكل لصيق.
  الدافع المحرك لهذا الخيار: الحب.
  مستوى المبادرة الإيجابية لديك: تقوم بالعمل وتقدم تقريراً مباشراً بما فعلته، أو تقوم بالعمل وتقدم تقريراً دورياً.

6) خيار الحماس المبدع:
     يعتبر من أعلى مستويات الحرية والقدرة التي يملكها الإنسان للاختيار. يمكنك أن ترى هذا في حركة من هم بمثابة المثل الأعلى لنا .
    أنت عندما تأخذ قراراً واعياً بهذا الخيار، تُدرك بداهةً أنّ لهذا الخيار ثمناً معتبراً من الوقت والجهد، ولكنه يمثل قمة العطاء الإنساني وجوهر حركة الإنسان على الأرض.
    عندما تأخذ هذا الخيار وتعمل له، فناتج كفاءتك وفعاليتك سوف تعادل مئة أو ألف أو ربما كفاءة وفعالية عشرة آلاف شخص، ومع مرور الوقت سوف تكون قوة جذب إيجابية هائلة لمئات أو لآلاف الأشخاص من حولك.
    سوف يكون لحياتك معنى مرتكز على مبادئ ثابتة وأصيلة، تأخذ كل رغبتك ودافعتيك وحماسك من داخلك، أي من قوة إيمانك المتأصل وحسك الإنساني العظيم ورؤيتك الثاقبة المميزة، وخبرتك العميقة.
   الدافع والمحرك لهذا الخيار: الغاية السامية.
   مستوى المبادرة الإيجابية لديك: تتحمل المسؤولية وتقوم بالعمل مباشرة.

    إذاً، ستة خيارات يمكنك أن تختار منها ما تشاء، وتضع نفسك في أي مستوى أنت تريد ، بغض النظر عن ما يفعله الآخرون بك.
    يمكن أن تختار إحدى الخيارات الثلاثة الأولى في المستويات الدنيا:
- التمرد وترك العمل
- الطاعة الحاقدة
- المطاوعة عن طيب خاطر.
وعندها تشترك مع الغالبية العظمى من الناس، وتمشي في الطريق الذي يسلكه معظمهم، أو تختار إحدى الخيارات الثلاثة التالية في المستويات العليا:
- التعاون بسرور
- الالتزام الصادق
- الحماس المبدع.
وعندها تمشي على الطريق العلوي حيث القلة من الناس يسلكونه.
    نعم هو أصعب، ويتطلب جهداً أكثر ووقتاً أطول، ولكن يصل الى الهدف الأسمى ويعطي النتائج الأفضل لمسيرة الحياة.





    * الإنسان موجود مختار:
   لا يمكن أن يصل الإنسان إلى مستويات إنسانية رفيعة - سواء في تزكية نفسه أو تهذيب أخلاقه أو بناء ذاته أو رفع فعاليته في الحياة - إلا إذا آمن بقدرته على كسب الكمال والقيم ، فإن ظنّ أن لا ثمرة لسعيه ولا تأثير على تكامله وتغيير مصيره فلا مجال حينئذٍ لتزكية نفسه وتهذيبها وبنائها ورفع فعاليتها.    وتتعدد الآيات القرآنية الدَّالة على حرية اختيار الإنسان لأفعاله وقراراته وبالتالي مصيرها، ومنها الآيات الآتية:ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّها وقد خاب من دسّاها.
    ولولا الحرية في الاختيار التي منحها المولى عز وجل للإنسان لما أمكن محاسبة الإنسان على أفعاله.

يقول ستيفن كوفي الكاتب الشهير في كتابه العادة الثامنة ص 75:
"بعد الحياة ذاتها مباشرة تعتبر القدرة على الاختيار أعظم هدية منحك الله إياها، إنّ هذه القدرة والحرية تقف على طرف نقيض مع منظومة التفكير التي تعتمد على لعب دور الضحية ومع ثقافة اللَّوم المنتشرة كثيراً في مجتمع اليوم.
إننا بشكل أساس نتاج لخيارنا وليس للطبيعة (الموروثات)، ولا التربية (التنشئة والبيئة). ولا شك أنّ الموروثات والثقافة تؤثر علينا تأثيراً قوياً، لكنها لا تحدد مصيرنا.
إنّ جوهر الطبيعة الإنسانية يكمن في قدرتك على توجيه حياتك.
البشر يختارون تصرفاتهم، وأما الحيوانات والناس الآليون فهم ينفعلون ويستجيبون بدون إختيار.
يستطيع البشر أن يختاروا وفقاً لمبادئهم".

     إذاً الخيار لك، فلديك الاستطاعة والقدرة والموارد لتختار أن تكون في إحدى مستويات الخيارات الستة التي وردت أعلاه.

   * تمرين: (للتطبيق على صعيد المؤسسة أو قسم في مؤسسة، وما شابه)
   ربما تستطيع أن تصنف فريق العمل الذي تعمل معه وزملاءك في العمل وفق مستويات خياراتهم، وأن تحدِّد الثقل النوعي للفاعلية الإيجابي والسلبي في كل مستوى من المستويات، فتحصل على حاصل الفعالية لديك في المؤسسة أو القسم الذي تعمل فيه.
     وتعبّر الأرقام الافتراضية عن تقرير تقريـبـي يساعد على التعرُّف على الاتجاه العام.

 
الخطوات:
   1) استعمل النموذج الوارد أدناه:
      2)حدِّد المجموعة من الزملاء الذي تنوي تقدير حاصل فعاليتهم الافتراضي.
3 )خذ كل زميل لوحده، وحدد في أي مستوى يكون، وعند الانتهاء من تصنيف كل الزملاء ضع الأعداد في العامود تحت عنوان "عدد العاملين المقدّر في هذا المستوى".
4 )لكل مستوى أضرب عدد العاملين بـ "الثقل النوعي الافتراضي لحاصل الفعالية" للأشخاص في هذا المستوى.
5)اجمع (أو اطرح) الأرقام كلها في عامود "الحاصل الافتراضي للفعالية"، وضعها في خانة الإجمالي الافتراضي للفعالية فتحصل على الرقم الافتراضي لفعالية المجموعة التي اخترتها.
    إذا كان الإجمالي سلبياً، فإنّ المجموعة التي اخترتها تشكل حالة تقهقر للمؤسسة إلى الوراء، أو تكون قد وصلت إلى الحالة السلبية في (راوح مكانك).
     إذا كان الإجمالي إيجابياً، وكان أصغر أو يساوي عدد الأفراد، فهذا يعني أنّ الفعالية دون المطلوب.
     إذا كان الإجمالي إيجابياً وأكبر من عدد الأفراد في المجموعة، فهذا يعني أنّ هناك فعالية مضافة تقاس وفق حجم الإجمالي. يمكنك أن تأتي بمعدل فعالية الفرد الواحد من خلال قسمة الإجمالي الافتراضي للفعالية على عدد العاملين.

        
مستويات الخيار     عدد العاملين المقدرُ
في هذا المستوى    الثقل النوعي الافتراضي
لحاصل الفعالية    الحاصل الافتراضي للفعالية
التمرد وترك العمل          (100-)    
الطاعة الحاقدة        (10-)    
المطاوعة عن طيب
 خاطر        10+    
التعاون بسرور        100+    
الالتزام الصادق        200+    
الحماس المبدع        1000+    
المجموع            

 
 

12:12  /  2015-04-03  /  4270 قراءة





إختبر معلوماتك