Facebook Twitter Addthis

التصنيفات » البرامج » الصحة الاجتماعية » التثقيف والارشاد الصحي

علاج الأقنية في جذور الأسنان متى نلجأ إليها ؟

                                             
•    المقدمة:
   كثيرًا ما يتساءل عامة الناس عن علاج عصب الأسنان، وأسباب التهابه أو موته، وكيف يتم علاجه، وعن كيفية العلاج اللبي للجذور.
وعلاج العصب عموماً يبدأ بنزع العصب الملتهب أو الميت من الجذور وحشو مكانه بمادة خاصة بعلاج العصب، وذلك لمنع انتشار الالتهاب إلى العظم المحيط به ومن ثم حدوث الخراج و الألم.
 
•    ماهية عصب الأسنان:
 لفهم علاج السن لابد من معرفة الشكل التشريحي للسن. داخل السن وتحت طبقة الميناء البيضاء وكذلك طبقة العاج الصلبة نسيج طري يعرف بلب أو عصب السن يحتوي على أوعية دموية وأعصاب وكذلك أنسجة أخرى. ويقوم عصب السن يتكون الأنسجة الصلبة المحيطة بالسن أثناء مرحلة تكوينه.يمتد عصب السن من تاج السن إلى رأس الجذر حيث يرتبط بالأنسجة المحيطة بالجذر، ويشكل عصب السن أهمية بالغة خلال فترة تكوين السن ولذلك فإن السن يستطيع البقاء بدون عصب بعد اكتمال تكوينه وذلك لارتباطه بالأنسجة المحيطة به.
  إذاً فالعصب هو جزء من النسيج اللين الواقع في لب السن والذي يقوم بنقل الإحساس بالمؤثرات الخارجية المحيطة بالسن إلي مراكز الإحساس في الدماغ مترجماً إياها إلي آلام، و العصب بالاشتراك مع الأوعية الدموية الدقيقة داخل لب السن مسئولة عن نمو السن وعن استمرار تغذيته و هي التي تحافظ علي صلابته.
من هنا فإنّ مصطلح سحب العصب أو علاج العصب هو خطأ منهجي و الصحيح هو علاج اللب أو معالجة أقنية جذور الأسنان لأن العلاج يشتمل نزع سائر الأنسجة داخل جذور الأسنان.


•    أسباب التهاب لب الأسنان:
   أما عن أسباب التهاب اللب فقد يلتهب نتيجة تسوس السن لمدة طويلة و وصول التسوس إليه ثم التهابه وموته، كما قد يموت اللب عند تعرض السن لضربة قوية أو عند كسر جزء من السن وتعري الجزء الداخلي منه، كما أن الحشوات الكبيرة والقديمة قد تؤدي إلى التهاب اللب نتيجة تسرب بعض موادها عبر قنوات الأسنان مسببة التهاب السن، أو قد يكون نتيجة تكون التسوس تحت الحشوة  ثم وصوله للب السن.
  إذاً عندما يصاب لب الأسنان يؤدي ذلك إلى موته، ويؤدي موته إلى تكون خراج إذا لم تعالج الأسنان بالخلع أو بعلاج الجذور، وأهم الأسباب التي تؤدي إلى مرض اللب هي التسوس في مراحله المتأخرة أو كسر السن. وفي تلك الحالات يتعرض اللب  للتلوث بالبكتريا الموجودة باللعاب وينتشر هذا التلوث عبر قناة الجذر إلى الأنسجة المحيطة بالسن في الفك و مع تكاثر البكتريا يتضاعف الالتهاب و يتورم الفك وهذا يسمى خراج وهذا قد يكون مصحوباً بورم وألم شديد  في السن  المصاب و الأنسجة المحيطة به. وفى حالات أخرى قد لا يكون هناك ألم وقد يؤدي هذا الخراج إلى تآكل العظم المحيط بالسن ويضطر في النهاية إلى خلعه.
•    علاج أقنية الجذور:
 عندما يتم التهاب اللب فان العلاج الوحيد هو إزالة تلك الأنسجة المحتوية على الأعصاب والأوعية الدموية الملتهبة والتي قد تكون في قناة واحدة كما في الأسنان الأمامية أو في قناتين كما في الضواحك أو ثلاث أو أربع قنوات كما في الأضراس الخلفية.
أما فيما يتعلق بعلاج عصب الأسنان فلا بد من الإشارة أولاً إلى أن هذه الخطوات قد تختلف على حسب شكل الجذر وقنواته بالإضافة إلى عددها، وخطوات علاج عصب الأسنان كالتالي:
أولاً: يبدأ طبيب الأسنان علاج لب الأسنان بالتخدير الموضعي أو البنج في منطقة السن أو الضرس الملتهب؛ وذلك لتوفير الراحة ومنع الألم عن المريض طوال خطوات العلاج.
ثانيًا: بعد ذلك يقوم طبيب الأسنان بحفر تاج السن وإزالة التسوس الموجود إلى أن يصل إلى لب السن، وبعد ذلك يقوم باستخدام مبارد صغيرة مختلفة المقاسات من حيث الطول والمقطع، وذلك لتنظيف القنوات وتوسيعها لتهيئتها للحشو.
ثالثًا: بعد أن ينتهي طبيب الأسنان من حك القنوات وتوسيعها يقوم بغسلها بمادة مطهرة ثم تنشيفها، وذلك للتأكد من عدم وجود أي بقايا من أنسجة العصب أو وجود أية إفرازات أو حديد داخل القنوات.
رابعًا: بعد ذلك يقوم طبيب الأسنان بحشو القنوات بمادة خاصة بحشو الجذور مصنوعة من اللدائن وهي شبه مطاطية تعرف (Gutta percha) وهي مادة آمنة وخاصة بحشو الجذور.
خامسًا: يقوم طبيب الأسنان بعد ذلك بحشو السن بحشوة دائمة؛ وذلك لحماية السن أو الضرس من التكسر وفي معظم الحالات يلجأ طبيب الأسنان إلى تلبيس السن أو الضرس، وذلك لحمايته ولإطالة عمره.
وهنا لا بد من التركيز على أن حشو السن الدائم وتلبيسه يجب أن يكون مباشرة بعد علاج العصب لتلافي حدوث أي مضاعفات ككسر السن أو تسرب البكتيريا عبر الحشو.
•    مفاهيم خاطئة حول علاج جذور الأسنان :
-الاشتباه الأول هو في التسمية كما أشرنا سابقاٌ حيث الخطأ الشائع بتسمية العلاج بسحب العصب أو قتل العصب و الصحيح هو العلاج اللبي أو علاج الجذور أو علاج الأقنية.
-لا يجب أن يترافق كل ترصرص للأسنان مع علاج الجذور، حيث يتعجب بعض المرضى من عدم إجراء علاج الجذور مع الترصرص حتى في الحالات التي يكون فيها التسوس سطحياً أو وسطياً، و الواقع أنه يجب الإبقاء على حياة اللب و العصب إلى أقصى الحدود الممكنة حتى في الحالات التي يكون فيها التسوس عميقاً و الألم محدوداً، لأنّ ذلك يؤدي إلى إطالة عمر الأسنان.
-علاج الجذور المكتمل لا يؤدي إلي تعفن السن أو انبعاث رائحة كريهة منه أو معاودة الألم والالتهاب، و عند حدوث ذلك فإنّ السبب هو الحشو غير المكتمل أو عدم الحشو بسبب عدم عودة المريض لمراجعة الطبيب اثر زوال الألم بعد الجلسة الأولى، و قد يكون السبب في بعض الحالات هو خلل في العلاج عبر الحشو غير المكتمل للأقنية بعد إزالة اللب , و أحياناً بقاء أجزاء من اللب.  
-علاج الجذور لا يؤدي إلى قطع التغذية نهائياً ( طبعاً بالطرق الحديثة بدون استخدام الزرنيخ ) عن السن حيث يوجد تغذيه للسن عن طريق اللثة.
-علاج الجذور ليس للأسنان الدائمة فقط بل ينطبق علي الأسنان اللبنية نفس ما ينطبق علي الأسنان الدائمة وذلك بهدف المحافظة على الأسنان اللبنية حتى الموعد المحدد لسقوطها وبزوغ الأسنان الدائمة في مكانها , لان خلع الأسنان اللبنية قبل الوقت المحدد لسقوطها يؤدي إلي مشاكل في رصف الأسنان ونمو اللثة.
-إن فشل العلاج  في سن من الأسنان أو عند قريب أو صديق لا يعني أن عمليات علاج الجذور جميعها فاشلة.
-يلزم الأكل على السن الذي تم الانتهاء من علاج جذوره كبقية الأسنان لان الأكل ينشط الدورة الدموية حول السن إلا أنّه ينصح بتلبيس السن بعد علاج الجذور لأن الضغط المضغي المفرط قد يؤدي إلى كسره.
•    لماذا يفضل علاج الجذور عن خلع السن؟
بالطبع الاختيار هو اختيارك، ولكن يجب أن تعلم أولاً المساوئ الكثيرة التي تنتج عند خلع الأسنان. عندما تخلع سن ولا تستبدلها بسن صناعية، تبدأ الأسنان المحيطة بالفراغ الذي خلفته السن المخلوعة بالحركة وهذا يسبب مشاكل كثيرة مثل التسوس ومرض اللثة للأسنان المجاورة للفراغ وقد يؤدي هذا إلى فقدان أسنان أخرى سليمة بالإضافة إلى أن هذا الفراغ يؤثر على قدرتنا على مضغ الطعام، وكذلك على الناحية الجمالية للفم والوجه بشكل عام.
عرفنا لماذا يفضل علاج الجذور، وأخيراً يجب أن نتذكر أن السن الطبيعية أفضل من السنة الصناعية وعلاج الجذور يساعدك على الاحتفاظ بالأسنان الطبيعية.
•    ما هو عمر الأسنان المعالجة بعلاج الجذور؟
 هذه الأسنان من الممكن الاحتفاظ بها مدى الحياة في حالة العناية بالأسنان واللثة المحيطة بها، وحتى يمكننا  تحقيق ذلك يجب أن نستعمل فرشاة الأسنان وخيط الأسنان يومياً ويجب أن نأكل الطعام الصحيح ونقلل من عدد المرات التي نأكل فيها الطعام الغني بالسكريات يومياً، وكذلك عن طريق استخدام الفليور يومياً وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
•    هل من الممكن معالجة جميع الأسنان التي تحتاج لعلاج عصب ؟
  كثير من الأسنان يمكن معالجتها، ولكن أحياناً يصعب العلاج وذلك لصعوبة الوصول لقنوات السن،أو يكون السن غير صالح للحشو التاجي، أو لتعرض جذر السن لكسر شديد، أو لعدم وجود عظم فك كافي يحفظ السن.ولكن التقدم العلمي في علاج العصب ذلل من هذه الصعوبات وأصبح ممكناً المحافظة على السن بدلاً من خلعه في بعض الحالات.لذلك عندما يصبح علاج العصب غير مجدي، فإن جراحة عصب السن قد تساعد على بقاء السن سليماً.أخيراً وليس آخر فإن المريض يعتبر طبيب نفسه،فإذا اتبع إرشادات طبيب الأسنان وقام بالزيارات الروتينية للطبيب فإن ذلك سوف يقيه بإذن الله كثيراً من أمراض الأسنان ومن ثم تفاقم مرضها و فقدانهأ.

 
 

10:18  /  2015-04-01  /  3219 قراءة





إختبر معلوماتك